خلال جولته الخليجية في مايو 2025، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن صفقات واستثمارات مع دول الخليج بلغت قيمتها المعلنة نحو 4 تريليونات دولار. إلا أن التحليلات تشير إلى أن القيمة الفعلية للاتفاقيات الموقعة أقل من ذلك بكثير، مع وجود مبالغات في الأرقام المعلنة.
Table of Contents
Toggleالصفقات والتعهدات المعلنة
🇸🇦 المملكة العربية السعودية:
- استثمارات بقيمة 600 مليار دولار، تشمل صفقة أسلحة بقيمة 142 مليار دولار، وشراء طائرات بوينغ، واستثمارات في مجالات الطاقة والتكنولوجيا.
🇶🇦 دولة قطر:
- صفقة لشراء 210 طائرات بوينغ بقيمة 96 مليار دولار.
- اتفاقيات اقتصادية بقيمة إجمالية تصل إلى 1.2 تريليون دولار، تشمل استثمارات في قطاعات الطيران والتكنولوجيا.
🇦🇪 دولة الإمارات العربية المتحدة:
- تعهد باستثمار 1.4 تريليون دولار في قطاع الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة خلال العقد المقبل.
- اتفاقيات لشراء رقائق ذكاء اصطناعي متقدمة من شركات أمريكية، واستثمارات بقيمة 440 مليار دولار في قطاع الطاقة الأمريكي.
الأهداف السياسية والاقتصادية للجولة
تعزيز التحالفات الاستراتيجية في الخليج
تهدف الجولة إلى تقوية العلاقات مع حلفاء أمريكا التقليديين في المنطقة (السعودية، الإمارات، قطر)، خاصة في ظل المنافسة الجيوسياسية المتصاعدة مع الصين وروسيا.
مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة
تشكل دول الخليج حائط صد أساسي للسياسات الأمريكية في الشرق الأوسط، وقد هدفت الجولة إلى توحيد المواقف ضد التمدد الإيراني في اليمن وسوريا ولبنان.
تقوية النفوذ الأمريكي أمام الصين وروسيا
الولايات المتحدة تسعى إلى كبح التوسع الاقتصادي والتقني الصيني في الخليج، وخاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي، البنية التحتية والطاقة.
ترويج سياسة “أمريكا أولًا” خارجيًا
ترامب استغل الجولة للتأكيد على أن الاتفاقيات تصب في صالح الاقتصاد الأمريكي وتوفّر فرص عمل للشعب الأمريكي.
ردود الفعل الخليجية والعالمية
جاءت جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الخليج محط أنظار العالم، وتفاوتت ردود الفعل بين ترحيب رسمي واسع في دول الخليج، وانتقادات وتحليلات متحفظة في الداخل الأمريكي وعلى المستوى الدولي.
1. ترحيب رسمي واسع من الدول الخليجية
قوبلت زيارة ترامب بترحيب بالغ من قادة دول الخليج، حيث اعتُبرت فرصة تاريخية لتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة.
- في السعودية، تم توقيع اتفاقيات عسكرية واستثمارية ضخمة، وأشاد المسؤولون بالعلاقات “الراسخة والمتجددة” بين البلدين.
- في قطر، عبّرت الدوحة عن سعادتها بتوسيع التعاون الاقتصادي والتكنولوجي، ووصفت الشراكة مع واشنطن بأنها “محورية ومتطورة”.
- في الإمارات، رحّبت القيادة بالتوجه الأمريكي نحو شراكات طويلة الأمد في مجالات الذكاء الاصطناعي والطاقة، ووصفت الزيارة بأنها “نقلة نوعية في التعاون الاستراتيجي”.
هذا الترحيب يعكس رغبة خليجية قوية في تعزيز التحالف مع الولايات المتحدة لمواجهة التحديات الإقليمية، والحصول على دعم تقني وأمني متطور.
2. انتقادات داخلية في أمريكا بشأن مبالغة الأرقام
في المقابل، لاقت الجولة انتقادات واسعة من قبل بعض الساسة والإعلاميين في الولايات المتحدة، خاصة فيما يتعلق بالأرقام المعلنة للصفقات.
- وسائل إعلام مثل رويترز وبلومبيرغ أشارت إلى أن كثيرًا من الاتفاقيات كانت مجرد مذكرات تفاهم غير ملزمة.
- أعضاء في الكونغرس شككوا في جدوى الصفقات، معتبرين أن ترامب يستخدمها لأغراض دعائية داخلية تتعلق بالانتخابات المقبلة.
- كما تساءلت بعض الأوساط الاقتصادية عن مدى التزام الدول الخليجية بتنفيذ الاستثمارات فعليًا، واعتبرت أن الإعلان عن “تريليونات الدولارات” محاولة لإضفاء زخم إعلامي فقط.
3. مواقف دولية مراقبة وحذرة
على الصعيد العالمي، تابعت دول كبرى مثل الصين وروسيا وأوروبا هذه الجولة بكثير من الحذر، خاصة في ظل التوجه الأمريكي لإعادة رسم خريطة النفوذ الاقتصادي في المنطقة.
- اعتبر محللون أوروبيون أن واشنطن تحاول احتواء التوسع الصيني في الخليج عبر جذب استثمارات خليجية ضخمة نحو السوق الأمريكية.
- بينما رأت مراكز دراسات دولية أن الجولة تفتح بابًا لتوازنات جديدة، لكنها قد لا تدوم إذا لم تُترجم الاتفاقيات إلى مشاريع ملموسة.