في خطوة غير مسبوقة تعكس عمق العلاقات الاقتصادية بين الدوحة وواشنطن، أعلنت الخطوط الجوية القطرية عن توقيع أكبر صفقة طيران في تاريخها مع شركة بوينغ الأميركية، لشراء 160 طائرة ركاب وشحن، بقيمة تتجاوز 200 مليار دولار أميركي، وذلك على هامش زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى قطر اليوم الأربعاء 14 مايو 2025.
وأقيم حفل التوقيع في مقر الديوان الأميري بحضور كل من أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس الأميركي، إلى جانب كبار مسؤولي شركة بوينغ والخطوط القطرية.
تفاصيل أولية للصفقة
وبحسب ما أفادت به مصادر مطلعة، تشمل الصفقة طائرات من طرازي 787 دريملاينر و777X، إلى جانب عدد من طائرات الشحن من طراز 747-8F، في إطار خطة قطرية لتحديث أسطول الناقلة الوطنية وتوسيع شبكتها العالمية.
وأشارت تقارير مبدئية إلى أن الاتفاق يتضمن طلبات مؤكدة وخيارات شراء إضافية سيتم تفعيلها على مراحل، وفق جدول تسليم يمتد حتى عام 2032.
🇶🇦🇺🇸 تعاون اقتصادي استراتيجي
وخلال كلمته في الحفل، وصف ترامب الصفقة بأنها “واحدة من أكبر الاتفاقات في تاريخ شركة بوينغ“، مؤكدًا أنها “ستخلق آلاف الوظائف في الولايات المتحدة وتدعم قطاع الطيران الأميركي في مواجهة التحديات العالمية”.
من جانبه، شدد الرئيس التنفيذي للخطوط القطرية، المهندس بدر المير، على أن الصفقة تمثل “نقلة نوعية في رؤية الناقلة الوطنية، بما يتماشى مع خطة التوسّع الجوي وتحقيق الاكتفاء الاستراتيجي في خدمات النقل والشحن العالمي”.
قراءة تحليلية
ويرى مراقبون أن هذه الصفقة تحمل أبعادًا اقتصادية وسياسية متشابكة، خصوصًا في ظل مساعي الولايات المتحدة لتعزيز شراكاتها التجارية في الشرق الأوسط، وتطلّع قطر لترسيخ مكانتها كمركز طيران عالمي وفاعل محوري في سوق النقل الجوي.
كما تعكس الصفقة مستوى الثقة المتبادل بين الدوحة وواشنطن، وقد تفتح المجال أمام تعاون أوسع في مجالات الدفاع، الطاقة، والتكنولوجيا خلال السنوات القادمة.
مع توقيع هذه الصفقة الضخمة، تكون الخطوط القطرية قد قطعت خطوة جديدة نحو ترسيخ موقعها كواحدة من أقوى شركات الطيران في العالم، فيما تعزز بوينغ موقعها التنافسي في سوق يشهد تحوّلات كبرى بعد جائحة كورونا وتحديات الصناعة.
