القاهرة – 12 مايو 2025
في تطور دبلوماسي لافت، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن السلطات المصرية قررت رسميًا رفض اعتماد السفير الإسرائيلي المعين حديثًا لدى القاهرة، وتجميد تعيين سفيرها الجديد لدى إسرائيل، في خطوة فسّرها مراقبون بأنها رد مباشر على تصعيد الاحتلال الإسرائيلي لعملياته العسكرية في قطاع غزة ضمن حملة “مركبات جدعون”.
ونقلت الصحيفة العبرية عن مصدر في وزارة الخارجية المصرية أن القاهرة رفضت استقبال أوراق اعتماد السفير الإسرائيلي “أوري روتمان”، رغم تعيينه منذ أكثر من خمسة أشهر. وأشار المصدر إلى أن السفير لا يزال في إسرائيل ولم يتوجه إلى مصر بسبب عدم استكمال الإجراءات الدبلوماسية، وهو ما يعكس فتورًا واضحًا في العلاقات بين البلدين.
في المقابل، لم تعيّن مصر خلفًا للسفير السابق لدى تل أبيب “خالد عزمي”، الذي أنهى فترة عمله منذ نحو عام، بعد تمديد استثنائي استمر 12 شهرًا. ولا تزال السفارة المصرية في تل أبيب تعمل بموظفيها دون وجود سفير معتمد، في حين يتولى مكتب الشؤون الإسرائيلية في وزارة الخارجية المصرية مهام المتابعة الرسمية دون تصعيد.
Table of Contents
Toggleخلفية القرار المصري
قرار القاهرة يأتي في ظل توتر سياسي وشعبي واسع، بعد إعلان إسرائيل نيتها توسيع رقعة عملياتها في غزة ضد فصائل المقاومة، وهو ما اعتبرته مصر تهديدًا مباشرًا للاستقرار الإقليمي، وتجاوزًا للتفاهمات الأمنية القائمة.
وكانت العملية الإسرائيلية الأخيرة التي حملت اسم “مركبات جدعون” قد أدّت إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين في القطاع، ما أثار موجة غضب عربي ودولي، وزاد من الضغط الشعبي داخل مصر لوقف كافة أشكال التطبيع أو التعاون الدبلوماسي مع حكومة بنيامين نتنياهو.
رسائل سياسية ودبلوماسية
يرى محللون أن القرار المصري بعدم استقبال السفير الإسرائيلي يحمل رسالة مزدوجة: الأولى موجهة لتل أبيب مفادها أن مصر لن تتغاضى عن التصعيد العسكري ضد المدنيين في غزة، والثانية موجهة للداخل المصري والعربي للتأكيد على أن القاهرة لا تزال منحازة لثوابت القضية الفلسطينية.
ورغم عدم صدور بيان رسمي من وزارة الخارجية المصرية حتى الآن، فإن مصادر دبلوماسية رجّحت أن يكون هذا الموقف مقدمة لمراجعة أوسع لطبيعة العلاقة مع الحكومة الإسرائيلية الحالية، خصوصًا في ظل غياب أي تقدم سياسي في ملف التهدئة أو إعادة الإعمار.
توتر مستمر رغم العلاقات الرسمية
ورغم وجود علاقات رسمية واتفاقية سلام بين مصر وإسرائيل منذ عام 1979، إلا أن العلاقة بين البلدين كثيرًا ما تشهد توترًا، خصوصًا في أوقات التصعيد في غزة أو المسجد الأقصى.
ويُتوقع أن تواصل مصر لعب دورها كوسيط في الملف الفلسطيني، لكنها وفق مراقبين، قد تراجع مستوى انخراطها السياسي والدبلوماسي إذا استمرت إسرائيل في التصعيد الميداني